تتجه أنظار خبراء الطقس في السعودية نحو موسم الوسم 2025، الذي يُعد من أهم المواسم المناخية في شبه الجزيرة العربية، نظرًا لما يحمله عادةً من تقلبات جوية وأمطار تعيد النشاط البيئي بعد صيف طويل وجاف. إلا أن التوقعات الأولية تشير هذا العام إلى بداية جافة على غير المعتاد، دون مؤشرات قوية على هطولات شاملة في معظم مناطق المملكة قبل نهاية أكتوبر الجاري.
إقرأ ايضاً:تصريح ناري من كانتي يشعل جماهير الاتحاد.. رسالة غامضة عن حلم الآسيوية الكبيرتحذير غامض من يوسف خميس بعد إقالة بلان.. سر خفي وراء ثقة الاتحاد في كونسيساو
وبحسب ما كشفه المختصون عبر تطبيق “طقس العرب”، فإن النماذج العددية الحديثة لا تُظهر أي أنظمة جوية فعالة قد تؤدي إلى أمطار غزيرة في الأيام الأولى من الوسم، ما يُشير إلى تأخر النشاط المطري المعتاد لهذا الموسم.
موعد بداية الوسم وأهميته المناخية
يبدأ موسم الوسم رسميًا في 16 أكتوبر من كل عام، ويُعتبر من أبرز الفترات الانتقالية التي تشهد فيها المنطقة العربية تغييرات جوهرية في الأنظمة الجوية. ففي هذه الفترة، يبدأ تراجع تأثير منخفض الهند الموسمي تدريجيًا، فيما يبدأ منخفض البحر الأحمر بالنشاط كرد فعل لدخول الكتل الهوائية الرطبة والخريفية القادمة من شرق البحر الأبيض المتوسط وبلاد الشام نحو أجواء المملكة.
توقعات أولية: بداية جافة مؤقتًا
ورغم مرور عدد من الكتل الهوائية الخريفية عبر منطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط منذ مطلع الموسم، إلا أن هذه الكتل لم تنجح في نقل الرطوبة الكافية إلى أجواء المملكة حتى الآن، حيث اقتصر تأثيرها على انخفاض طفيف في درجات الحرارة في مناطق شمال السعودية، دون أن يصاحبها نشاط مطري يُذكر. وتشير النماذج إلى استمرار هذا الوضع حتى نهاية شهر أكتوبر قبل احتمالية تحسّن الظروف الجوية مطلع نوفمبر.
لماذا يضعف الوسم في بعض السنوات؟
يوضح خبراء الأرصاد أن هناك عدة أسباب وراء ضعف موسم الوسم أحيانًا، من أبرزها:
-
تأخر وصول الكتل الباردة والمنخفضات الجوية من شرق المتوسط.
-
انخفاض درجات الحرارة السطحية عن معدلاتها الطبيعية، ما يقلل من فرص تشكل السحب الركامية.
-
قوة التيار النفاث فوق الجزيرة العربية، الذي يحد من حالات عدم الاستقرار الجوي.
-
نشاط المنخفضات الجوية في غرب المتوسط، ما يعزز التيار النفاث ويُضعف التأثير المحلي للوسم.
عوامل مناخية عالمية مؤثرة
ويشير المتخصصون إلى أن الظواهر المناخية العالمية مثل نينو ولانينا وتذبذبات درجات حرارة المحيطات، تؤدي دورًا رئيسيًا في تحديد قوة موسم الوسم من عام لآخر، مؤكدين أن هذه الأنماط تحتاج إلى متابعة علمية دقيقة لتقدير تأثيرها على حالة الطقس في الجزيرة العربية بدقة أعلى.
وفي انتظار ما ستكشفه النماذج القادمة، يظل التفاؤل قائمًا بعودة الأمطار في النصف الثاني من الموسم، ليعيد موسم الوسم 2025 بريقه المعتاد على أراضي المملكة.