تتجه المملكة العربية السعودية نحو تطبيق سياسات جديدة وغير مسبوقة في مجال تسمية المواليد، ضمن خطة شاملة لتحديث قوائم الأسماء المعتمدة رسميًا للمواليد الجدد. ويهدف هذا التوجه إلى إيجاد توازن بين التمسك بالهوية الدينية والوطنية من جهة، وملاءمة متطلبات العصر الحديث من جهة أخرى، بما يعكس تطور المجتمع السعودي في ظل رؤية 2030.
إقرأ ايضاً:بسبب الضمان الاجتماعي المطور حملة مقاطعة واسعة النطاق تستهدف برندات يزيد الراجحي وشركاتهطريق الموت بين وادي تربة.. مطالب عاجلة بعد مشاهد مخيفة والسيول تفضح الإهمال!
الجهات الحكومية المختصة بدأت بالفعل تحديث قوائم الأسماء المسموح بها، مع وضع معايير دقيقة لاختيار أسماء تناسب قيم المجتمع وتنسجم مع الضوابط الدينية والثقافية. كما تم تشديد الرقابة على الأسماء المسجلة حديثًا، ومنع تسجيل أي اسم يُعتبر مخالفًا أو غير لائق اجتماعيًا أو دينيًا.
ومن أبرز القرارات التي لاقت تفاعلاً واسعًا في المجتمع، منع استخدام أسماء الأندية الرياضية كأسماء للأطفال حديثي الولادة، لما قد تسببه من تأثير على الهوية الشخصية أو انتماء الطفل مستقبلاً. وتضمنت القوائم الجديدة أيضًا تصنيفات دقيقة للأسماء غير المناسبة، سواء للذكور أو الإناث، مع تحديد ضوابط واضحة للأسماء التي تحمل معاني غامضة أو سلبية أو تخالف تعاليم الدين الإسلامي.
وأكدت الجهات المعنية أن الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو حماية الأطفال من أي آثار نفسية أو اجتماعية سلبية قد تنجم عن الاسم، مشيرة إلى أن الأسماء تمثل جزءًا أساسيًا من تكوين الهوية الشخصية للفرد. كما تم التشديد على ضرورة مراجعة قوائم الأسماء الرسمية عبر منصات مثل "أبشر" والجهات التابعة للأحوال المدنية قبل تسجيل الاسم رسميًا.
وتأتي هذه التغييرات في إطار تعزيز ثقافة الوعي الأسري، حيث أصبح بإمكان أولياء الأمور الآن الحصول على استشارات متخصصة حول معاني الأسماء وأصولها قبل اتخاذ القرار النهائي. وتم التركيز بشكل خاص على منع الأسماء ذات الطابع الأجنبي أو التي تحمل دلالات غير مناسبة دينيًا أو اجتماعيًا، إلى جانب الأسماء التي قد تسبب إحراجًا أو سخرية في المستقبل.
كما أوصت التعليمات الجديدة باختيار أسماء عربية أصيلة تعكس القيم والثقافة السعودية، مع مراعاة سهولة النطق والملاءمة لمراحل العمر المختلفة. وتؤكد الخطوات الأخيرة أن المملكة تسعى إلى بناء جيل جديد يحمل أسماء تعبّر عن الأصالة والاحترام والهوية المستقلة.
في النهاية، يمثل تحديث سياسات تسمية المواليد خطوة نوعية نحو مجتمع أكثر توازناً ووعياً، يحافظ على موروثه الثقافي والديني، وفي الوقت ذاته يتفاعل مع روح العصر بما يليق بمستقبل الأجيال القادمة.