في غضون أيام قليلة فقط تحوّل الهمس إلى حديث جدي داخل أروقة الكرة السعودية؛ فالنادي العريق في جدة يتحرك بذكاء وهدوء لإغلاق ملف المدرب الجديد، بعد إقالة لوران بلان إثر السقوط في كلاسيكو دوري روشن أمام النصر. مصادر قريبة من المشهد تؤكد أن ملامح الخطة التنظيمية وُضعت بالفعل: إدارة الاتحاد حدّدت سلّم أولويات واضحاً، وبدأت اتصالات مباشرة مع مجموعة من الأسماء الثقيلة في التدريب العالمي، يتصدرها يورجن كلوب، مع حضور بارز لأوناي إيمري، لوتشيانو سباليتي، سيرجيو كونسيساو وتشافي هيرنانديز.
إقرأ ايضاً:قرار مروري صارم يدخل حيز التنفيذ.. غرامات جديدة تنتظر السائقين في السعودية!رسوم جديدة تُفاجئ المقيمين.. السعودية تُعلن قرارًا تاريخيًا لتوحيد العائلات!
وبينما تتناقل الجماهير شائعات متضاربة، خرجت معطيات صحفية – بينها ما نشرته “الشرق الأوسط” – لتوضح أن المفاوضات بين الاتحاد ويورجن كلوب ليست افتراضية ولا استكشافية فقط، بل تسير في مسار إيجابي ومدروس، مع نقاط التقاء عملية تعزّز احتمالات التفاهم. الحديث هنا لا يتعلق بمجرّد اسم مدرب، بل بمشروع رياضي متكامل؛ فكلوب، الذي يشغل حالياً منصب “رئيس كرة القدم العالمية” ضمن منظومة ريد بول ويشرف على أندية متعددة ك라이بزيج ونيويورك ريد بولز وريد بول سالزبورج، ينظر عادةً إلى بيئة العمل من زاوية البنية والتحكم في مفاصل المشروع، وهو ما تدركه إدارة العميد وتعمل على مواءمته مع هوية النادي وطموح أنصاره.
كما أن توقيت التحرك يبدو حاسماً؛ فالهزيمة في القمة المحلية شكّلت جرس إنذار فنّي، لكنها في الوقت ذاته منحت صناع القرار فرصة لإعادة ضبط المقاربة التكتيكية قبل أن تتراكم التعثرات. لذلك تتحرك الإدارة على خطين متوازيين: الأول تهدئة غرفة الملابس والحفاظ على هيبة الفريق في المنافسات القارية والمحلية، والثاني بناء جسور تفاهم مبكرة مع المرشح المستهدف، حتى يصل المشروع الجديد وهو مزوّد بمفاتيح النجاح: صلاحيات واضحة، هيكلة فنية مساندة، وخريطة انتدابات تتوافق مع أسلوب اللعب.
وبالإضافة إلى أن القيمة المضافة التي يبحث عنها الاتحاد لا تختزل في اسم لامع وحسب، بل في مدرب قادر على إحداث “نقلة ثقافية” في التفاصيل اليومية: شراسة الضغط العالي، إيقاع التحولات، واستثمار جودة النجوم ضمن منظومة منضبطة. هنا يكتسب خيار كلوب منطقية خاصة؛ فمدرسة “الجيجن-برِسينج” التي اشتهر بها، إذا ما وُضعت في خدمة عناصر الفريق، قد تعيد إنتاج هوية هجومية صلبة تُرضي جمهور العميد وتعيد ترتيب المشهد التنافسي سريعاً.
ولأن المشهد لا يزال مفتوحاً على أكثر من احتمال، تبقى اللغة الرسمية هادئة ومتزنة، لكن قراءة الإشارات توحي بأن الاتحاد يفاوض من موقع قوة: مشروع جماهيري ضخم، موارد قادرة على دعم الاختيارات، وتطلعات لا تساوم على العودة السريعة إلى منصات الذهب. ومع كل يوم يمرّ، تتراكم مؤشرات “الجدية” على الطاولة؛ ما يعني أن الأسابيع المقبلة قد تحمل العنوان الأوضح لمسار الدفّة الفنية داخل البيت الأصفر والأسود. وفي جميع الأحوال، يبقى الجمهور في انتظار خاتمةٍ تليق بتاريخ النادي، سواء حُسمت الرؤية باتجاه اسم عالمي مثل كلوب أو رُسِمت بوصلة بديلة لا تقل طموحاً، فالمعيار واحد: مشروع واقعي يضمن الاستقرار ويعيد الهيبة داخل وخارج الملعب لصالح الاتحاد في سباق دوري روشن والمواعيد القارية المقبلة، مع حفاظ اتحاد جدة على ثوابته وتقاليده تحت أي اسم يتولى القيادة.