مع اقتراب ساعة الحسم في تسجيلات الأندية، اتخذ الهلال القرار الأكثر جرأة هذا الموسم؛ حيث حسم مصير البرتغالي جواو كانسيلو في القائمة المحلية، وفتح الباب مجددًا أمام البرازيلي ماركوس ليوناردو للظهور في دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين. القصة بدأت مع وفرة الأسماء الأجنبية التي أجبرت الجهاز الفني على حلول مؤقتة منذ انطلاق الموسم، فخرج ليوناردو من القائمة المحلية واكتفى الهلال بقيده آسيويًا بانتظار مراجعة الموقف لاحقًا، لكن إصابة كانسيلو قلبت المعادلة على الطاولة وأعطت القرار مسارًا مختلفًا تمامًا.
إقرأ ايضاً:قرار مروري صارم يدخل حيز التنفيذ.. غرامات جديدة تنتظر السائقين في السعودية!رسوم جديدة تُفاجئ المقيمين.. السعودية تُعلن قرارًا تاريخيًا لتوحيد العائلات!
وتغيرت داخل أروقة النادي، الحسابات سريعًا بعد التأكد من أن إصابة كانسيلو ستبعده فترة ليست بالقصيرة، وهو ما وضع الإدارة والجهاز الفني أمام خيار واضح: تجميد اسم الظهير البرتغالي محليًا لفترة مؤقتة، مقابل تفعيل قيد ماركوس ليوناردو والاستفادة من قوته الهجومية في الارتباطات المحلية الثقيلة خلال الأسابيع المقبلة. خطوة وُصفت داخليًا بـ«الضربة الذكية»؛ لأنها تحافظ على الزخم الهجومي في ظل ضغط المباريات، وتمنح المدرب مرونة أكبر في التدوير دون خسائر فنية.
وأكدت مصادر قريبةأن إجراءات التبديل أُنجزت بالفعل قبل انتهاء المهلة المحددة لاستبدال اللاعبين في القوائم المحلية، ليصبح ليوناردو متاحًا للمشاركة في كل مباريات الدوري والكأس، إلى جانب وجوده الآسيوي السابق. القرار لا يعني نهاية دور كانسيلو؛ فالإدارة أوضحت للاعب أن الوضع مؤقت ومربوط ببرنامج التعافي، مع نية إعادة قيده مجددًا خلال فترة الانتقالات الشتوية فور الاطمئنان الطبي الكامل، حفاظًا على توازن المنظومة الدفاعية وتعدد الخيارات التكتيكية في الخط الخلفي.
على الصعيد الفني، يمنح إدراج ليوناردو محليًا حلولًا هجومية إضافية في المباريات التي تحتاج حسّ اللمسة الأخيرة، كما يخفف الضغط عن بقية المهاجمين في ظل توالي الجولات وتقلّب ظروف المنافسة. وفي المقابل، يوفّر تعليق قيد كانسيلو محليًا مساحة لالتقاط الأنفاس، ودرء مخاطرة استعجال العودة قبل الجاهزية، خصوصًا وأن الفريق مقبل على منعطف مزدحم بين استحقاقات داخلية وقارية تتطلب أعلى درجات التركيز والجاهزية.
ومن الجدير بالذكر أن التعامل الإداري الهادئ مع الموقف حمل رسائل عديدة: عقلانية في توزيع الموارد، ومرونة في اتخاذ القرار وفق المعطيات اللحظية، وثقة كاملة في قدرة المجموعة على تجاوز أي فراغ مؤقت. جماهير الهلال، التي كانت تترقب مآل الملف خلال الساعات الماضية، تلقت الخبر كإشارة إيجابية على أن النادي يتحرك ببراغماتية واضحة: حماية المصاب، وتعزيز الجاهز، ومراكمة النقاط محليًا بلا أنصاف حلول.
هكذا أغلق الهلال نافذة الجدل بقرار محسوب التوقيت والتأثير، ليضع ماركوس ليوناردو في قلب المشهد المحلي مجددًا، بينما يبدأ كانسيلو سباق العودة الهادئة إلى القائمة عبر بوابة الشتاء. وبين الضرورات الفنية والقيود التنظيمية، بدا الأزرق قادرًا على تدوير دفّته بثبات، واضعًا الهدف الأهم نصب عينيه: منافسة شرسة على كل الألقاب دون التفريط في تفاصيل صغيرة قد تصنع الفارق في خط النهاية.