فجّر المدير الأمني السابق في منصة "واتساب" للتراسل الفوري أزمة جديدة بعدما رفع دعوى قضائية ضد الشركة المالكة "ميتا بلاتفورمز"، متهماً إياها بالتغاضي عن ثغرات أمنية بالغة الخطورة تهدد خصوصية بيانات ملايين المستخدمين حول العالم. هذه الدعوى وضعت واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في مأزق قانوني قد تكون له تداعيات واسعة على مستقبلها وسمعتها.
إقرأ ايضاً:قرار مروري صارم يدخل حيز التنفيذ.. غرامات جديدة تنتظر السائقين في السعودية!رسوم جديدة تُفاجئ المقيمين.. السعودية تُعلن قرارًا تاريخيًا لتوحيد العائلات!

 وجاءت تفاصيل القضية، وفقاً لموقع "CyberScoop" التقني، بعدما تقدّم المسؤول الأمني السابق بشكوى رسمية أمام محكمة المنطقة الشمالية في كاليفورنيا، حيث تقرر عقد أول مؤتمر تنظيمي لمتابعة القضية في ديسمبر 2025. الدعوى ركزت بشكل أساسي على اتهام واتساب بالسماح لما يقارب 1500 مهندس بالوصول غير المراقب إلى بيانات المستخدمين الحساسة، دون وجود أي نظام لتتبع حركة هذه البيانات أو تحديد الأشخاص الذين اطلعوا عليها.

 وكشفت الدعوى أن هذا الخلل يعكس ضعف البنية الأمنية للشركة، خاصة أن عدد مهندسي الأمن العاملين لديها أقل بكثير من نظرائها في كبرى شركات التقنية العالمية. وهو ما يجعل بيانات المستخدمين عرضة لاختراقات يومية، حيث أشار الموظف السابق إلى أن ما يقارب 100 ألف حساب يتعرض للاختراق بشكل يومي، في ظل غياب تدابير وقائية حقيقية تضمن حماية فعّالة.

  والأخطر في القضية أن الشكوى تضمنت اتهامات للشركة بتزييف تقارير أمنية داخلية بغرض إخفاء هذه الثغرات عن الجهات الرقابية والمستخدمين، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة حول مصداقية "ميتا" في تعاملها مع ملف الخصوصية والأمان. وأكد الموظف السابق أنه حاول مراراً رفع تقارير داخلية مفصلة عن هذه المخاطر، لكن محاولاته قوبلت بالتجاهل، بل ووصل الأمر إلى طمس الأدلة المتعلقة بهذه الاختراقات.

 ويأتي هذا الملف في وقت حساس بالنسبة لشركة "ميتا"، التي تواجه أصلاً انتقادات واسعة بسبب سياساتها في إدارة بيانات المستخدمين على منصاتها المختلفة، بدءاً من "فيسبوك" وصولاً إلى "إنستغرام". ومع اتساع المخاوف المتعلقة بالخصوصية الرقمية عالمياً، قد يؤدي هذا النزاع القضائي إلى فرض ضغوط جديدة على الشركة وربما إجبارها على مراجعة أنظمتها الأمنية بشكل جذري.

 كما أن المتابعين يرون أن القضية مرشحة لتكون واحدة من أكبر المواجهات القانونية المرتبطة بالأمن الرقمي خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً وأنها تمس منصة يستخدمها أكثر من ملياري شخص حول العالم يومياً. وإذا ما ثبتت صحة هذه الاتهامات، فإن "واتساب" قد تواجه غرامات ضخمة وخسارة ثقة المستخدمين، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لمكانتها كأكبر تطبيق تراسل في العالم.