تدخل إدارة النادي الأهلي سباقًا مع الزمن قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية في دوري روشن السعودي، وسط أزمة متصاعدة تهدد خطط المدرب الألماني ماتياس يايسله. فالفريق الذي يعيش أجواءً إيجابية عقب التتويج بكأس السوبر السعودي والتأهل إلى دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، يجد نفسه أمام معضلة حقيقية تتمثل في صعوبة التعاقد مع مدافع محلي لتعزيز خطه الخلفي.
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد
فقد أكدت مصادر رياضية أن الأهلي فتح باب المفاوضات مع أكثر من نادٍ محلي خلال الأسابيع الأخيرة، بناءً على توصية مباشرة من يايسله، الذي شدد على ضرورة تدعيم الدفاع في ظل كثافة المنافسات المقبلة محليًا وقاريًا. لكن رغم الجهود المبذولة، اصطدم النادي بجدار من المطالب المالية المبالغ فيها، إذ وصلت شروط بعض الأندية إلى ما بين 40 و50 مليون يورو للتنازل عن لاعبيها، وهو ما اعتبرته الإدارة عقبة كبيرة يصعب تجاوزها.
كما أن لإعلامي الرياضي مشعل العتيبي أشار في تصريحات متلفزة إلى أن إدارة الأهلي تبذل محاولات حثيثة لحسم الصفقة قبل العاشر من سبتمبر الجاري، وهو الموعد الرسمي لغلق سوق الانتقالات الصيفية في السعودية. ومع ذلك، تبدو الصورة غير واضحة حتى اللحظة، خاصة أن المبالغ الضخمة المطلوبة لا تتناسب مع تقديرات النادي ولا مع القيمة السوقية المتوقعة للاعبين المستهدفين.
ويخشى جمهور الأهلي أن تؤثر هذه الأزمة على مسيرة الفريق في الموسم الجديد، خصوصًا أن خط الدفاع كان نقطة ضعف واضحة خلال بعض المباريات الماضية. وعلى الرغم من الإنجازات التي تحققت مؤخرًا، فإن غياب التعاقد مع مدافع محلي قوي قد يُلقي بظلاله على طموحات الفريق في المنافسة على الألقاب، سواء في دوري روشن السعودي أو البطولات الخارجية.
ويذكر أن الأزمة الحالية تكشف جانبًا آخر من واقع سوق الانتقالات المحلية، حيث باتت الأندية السعودية تفرض أرقامًا ضخمة مقابل التخلي عن لاعبيها، مدفوعة بارتفاع قيمة الاستثمار الرياضي في المملكة ورغبة الأندية الكبرى في الاحتفاظ بعناصرها. وفي ظل هذا المشهد، يظل الأهلي أمام خيارين: إما الاستسلام لضغط الوقت والشروط المالية المرهقة، أو الانتظار حتى نافذة الانتقالات الشتوية على أمل إيجاد فرصة أكثر ملاءمة.
وفي كل الأحوال، تضع هذه الأزمة المدرب يايسله تحت ضغط كبير، إذ سيكون مطالبًا بإيجاد حلول داخلية بديلة في حال تعثر الصفقة المنتظرة. وقد يضطر إلى إعادة توظيف بعض اللاعبين أو الاعتماد على العناصر الشابة لتعويض النقص الدفاعي، ريثما يتمكن النادي من حسم ملف التعاقدات.
