يشهد سوق التكنولوجيا حاليًا سباقًا محمومًا بين شركات الذكاء الاصطناعي للاستحواذ على متصفح كروم، الذي تمتلكه شركة غوغل. المتصفح يتميز بقاعدة مستخدمين ضخمة تصل إلى نحو 3.5 مليار مستخدم، ويهيمن على سوق المتصفحات بحصة تقارب 68%، مما يجعله هدفًا استراتيجيًا لأي شركة تسعى لتوسيع نفوذها الرقمي أو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مباشرة مع تجربة المستخدم اليومية
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!
قوة متصفح كروم وأسباب جاذبيته
متصفح كروم ليس مجرد أداة لتصفح الإنترنت، بل يمثل جزءًا رئيسيًا من منظومة غوغل، حيث يتم تعيين محرك البحث الخاص بالشركة كافتراضي، ما يضمن استمرار تدفق الإيرادات الضخمة من الإعلانات. هذا التحكم يجعل من كروم بوابة للوصول إلى بيانات المستخدمين وسلوكياتهم على الإنترنت، وهو ما يجعل من الاستحواذ عليه فرصة ذهبية لشركات الذكاء الاصطناعي لتدريب أنظمة روبوتات الدردشة الخاصة بها وتحسين قدراتها
عروض ضخمة واستراتيجية الشركات
قدمت شركة بيربلكسيتي عرضًا بقيمة 34 مليار دولار مقابل متصفح كروم، فيما أبدت OpenAI اهتمامًا واضحًا أيضًا بالصفقة. الهدف من هذه العروض ليس فقط التحكم في المتصفح، بل تمكين مستخدمي كروم من الوصول مباشرة إلى وكلاء الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لتسجيل الدخول إلى منصات أو مواقع خارجية. بعض شركات الذكاء الاصطناعي بدأت بالفعل بتطوير متصفحات خاصة بها، لكن الوصول إلى هيمنة مشابهة لكروم يستغرق سنوات طويلة
الأبعاد القانونية والتحديات المستقبلية
الضغط القانوني على غوغل بسبب قضايا مكافحة الاحتكار قد يدفع الشركة لطرح كروم للبيع، لكن محللون يرون أن الجهات التنظيمية قد لا تسمح بانتقال المتصفح إلى شركة أخرى كبيرة، سواء في البحث أو الذكاء الاصطناعي، خوفًا من تعزيز احتكار جديد. في الوقت نفسه، استمرار هيمنة كروم يجعل من الصعب لأي متصفح جديد منافسته، مما يزيد من قيمة الاستحواذ المحتمل ويجعل السباق بين الشركات أكثر حدة
تبقى قيمة متصفح كروم الاستراتيجية في قاعدة مستخدميه الهائلة والبيانات التي يوفرها، ما يجعل شركات الذكاء الاصطناعي ترى فيه المفتاح لتعزيز قدراتها وتقديم تجارب أكثر تكاملًا وذكاء للمستخدمين، والقرار القانوني المرتقب سيحدد مستقبل هذه الصفقات بشكل نهائي ويعيد رسم خريطة النفوذ في سوق التكنولوجيا العالمي