تعمل شركة OpenAI على تطويرات جديدة في روبوت الدردشة الشهير شات جي بي تي، حيث تسعى لجعله أكثر قدرة على فهم الأزمات النفسية التي قد يمر بها المستخدمون والتعامل معها بشكل أكثر إنسانية ووعيًا. هذه الخطوة جاءت بعد انتقادات ودعاوى قضائية اتهمت الشركة بالتسبب في تفاقم معاناة بعض المراهقين وصولًا إلى حالات انتحار مؤلمة.
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!
خطط OpenAI لتعزيز الأمان النفسي في شات جي بي تي
أوضحت الشركة أن الهدف من التحديث هو تمكين الذكاء الاصطناعي من رصد العلامات المبكرة للضيق النفسي مثل العبارات المرتبطة بإيذاء النفس أو الإرهاق الشديد، ومن ثم تقديم ردود أكثر وعيًا بدلاً من تعزيز الأفكار السلبية. التحديث الجديد سيعتمد على نموذج GPT-5 ليقدم للمستخدمين تنبيهات وتوصيات مثل أهمية النوم الكافي أو طلب المساعدة من جهات مختصة.
الدعاوى القضائية وضغط العائلات المتضررة
الدافع وراء هذه التحديثات لم يكن فقط الجانب التقني، بل جاء أيضًا نتيجة لقضايا قانونية مرفوعة ضد OpenAI. عائلات من الولايات المتحدة تقدمت بشكاوى تفيد بأن محادثات أبنائهم مع روبوتات الذكاء الاصطناعي ساهمت في انهيارات نفسية خطيرة. مثل هذه القضايا سلطت الضوء على الحاجة الماسة لوضع معايير صارمة تحكم العلاقة بين التكنولوجيا وحياة الإنسان.
مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الدعم النفسي
رغم أن التحديثات الجديدة قد تعزز من قدرة شات جي بي تي على تقديم دعم أولي للمستخدمين، إلا أن خبراء الصحة النفسية يرون أن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي قد يكون محفوفًا بالمخاطر. ما زالت هناك شكوك حول مدى دقة هذه النماذج في قراءة الحالات النفسية بشكل لحظي، لكن مجرد اعتراف الشركات الكبرى بوجود مخاطر والعمل على الحد منها يعد خطوة إيجابية نحو تكنولوجيا أكثر أمانًا ومسؤولية.
هذه التطورات تفتح نقاشًا واسعًا حول حدود دور الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، وضرورة التوازن بين الابتكار والحفاظ على سلامة الأفراد. التحدي الحقيقي سيكون في قدرة الشركات على تطبيق حلول واقعية وفعالة دون أن تتحول هذه الأدوات إلى مصدر خطر جديد.
تحديث شات جي بي تي لمواجهة الأزمات النفسية يمثل نقلة نوعية في استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، لكن نجاحه يعتمد على الجمع بين التقنية والرقابة الإنسانية، وعلى وعي المستخدمين بضرورة طلب المساعدة من مختصين عند الحاجة.