قدمت مؤسسة "إيكوزيا" (Ecosia) الألمانية عرضًا غير معتاد للاستحواذ على متصفح غوغل كروم، لكن بدلًا من دفع مبلغ مالي فوري مقابل المتصفح، اقترحت أن تتولى "إيكوزيا" المسؤولية التشغيلية للمتصفح لمدة عشر سنوات، مع احتفاظ "غوغل" بحقوق الملكية الفكرية. تهدف هذه الخطوة إلى توجيه 60% من أرباح كروم نحو مشروعات المناخ والبيئة، بما يعكس التوجهات الحالية للمؤسسة غير الربحية.
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!

استراتيجية "إيكوزيا" وتحقيق أهداف بيئية

تتمثل الفكرة الرئيسية للمؤسسة في تحويل جزء كبير من أرباح كروم لدعم زراعة الأشجار في المناطق المتأثرة بالتغير المناخي، ومساندة المجتمعات المحلية، إضافة إلى مكافحة آثار تغير المناخ. وتظل 40% من أرباح المتصفح موجهة إلى "غوغل"، ما يضمن استفادة الشركة المالكة للملكية الفكرية من هذه الصفقة دون أي مبالغ نقدية تدفع مقدمًا. وتتوقع "Ecosia" أن يُحقق المتصفح أرباحًا تصل إلى تريليون دولار خلال العقد المقبل، ما يجعل هذا العرض ذا قيمة استراتيجية وبيئية كبيرة.

الآثار المالية والقانونية على غوغل

بالرغم من غرابة الفكرة، إلا أن هذه الخطوة قد تُعزز العلاقة بين "غوغل" و"إيكوزيا"، حيث أن وضع المتصفح في أيدي مؤسسة غير ربحية بدلاً من منافس هادف للربح قد يكون مفيدًا ماليًا وللسمعة العامة لغوغل. من الناحية القانونية، هناك حكم أمريكي متوقع هذا الشهر لتحديد ما إذا كانت "غوغل" ستُجبر على التخلي عن "كروم" أم لا، وذلك بعد أن أشار حكم سابق إلى أن الشركة تحتكر مجال محركات البحث، ما يفتح الباب أمام احتمالات كبيرة لتغيير ملكية المتصفح أو تنظيمه قانونيًا.

أهمية الصفقة على المستخدمين والسوق التقني

إن نجاح هذه المبادرة يعني تحويل متصفح شهير عالميًا إلى أداة لدعم قضايا بيئية واجتماعية، ما يعكس توجهًا جديدًا في عالم التكنولوجيا نحو المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات غير الربحية. كما يوفر هذا النموذج للمستخدمين فرصة استخدام متصفح يساهم جزء من أرباحه في دعم الأرض والمجتمعات المتضررة، وهو تحول قد يلهم مبادرات أخرى في القطاع التقني العالمي ويغير طريقة التفكير حول الأرباح والاستدامة.

خاتمة تحويل متصفح كروم لإدارة مؤسسة غير ربحية يعكس توجهًا مبتكرًا يجمع بين التقنية والمسؤولية البيئية والاجتماعية، ويوفر فرصة لإحداث أثر إيجابي كبير على المناخ والمجتمعات المحلية، بينما تضمن غوغل استفادة مالية مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية.