تشهد السوق المصرية في الفترة الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الذرة الصفراء بنسبة تجاوزت 25% خلال أسبوعين فقط، ما أثار قلقًا واسعًا بين المنتجين والمستهلكين، خاصة مع ارتباط هذه السلعة الحيوية بصناعة الأعلاف التي تؤثر مباشرة على أسعار اللحوم والدواجن. هذا الارتفاع الحاد جاء نتيجة مجموعة من العوامل المحلية والعالمية التي اجتمعت لتقليل المعروض وزيادة الطلب بشكل ملحوظ.
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!
تأخر الشحنات البرازيلية وأثره على السوق
أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار الذرة الصفراء في مصر هو تعطل وصول الشحنات القادمة من البرازيل لأكثر من أسبوعين. البرازيل تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر موردي الذرة لمصر، بفارق طفيف عن الأرجنتين. تأخر الحصاد في البرازيل، إضافة إلى الضغط الصيني الكبير على صادرات فول الصويا في موانئها، أدى إلى تراجع فرص شحن الذرة الصفراء نحو مصر وانخفاض الكميات المتاحة.
زيادة الطلب المحلي على الأعلاف
في الوقت نفسه، شهدت السوق المصرية ارتفاعًا مفاجئًا في طلب مصانع الأعلاف على الذرة الصفراء نتيجة زيادة الطلب من مزارع الدواجن، خاصة بعد الانخفاض الكبير في أسعار الكتاكيت إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 15 جنيهًا للكتكوت عمر يوم. انخفاض أسعار الكتاكيت حفّز المزارع على التوسع في الإنتاج، ما رفع احتياجات الأعلاف وبالتالي ضغط على أسعار الذرة.
تأثير أسعار الذرة على قطاع الثروة الحيوانية
تُعد الذرة الصفراء المكوّن الأساسي في صناعة الأعلاف بنسبة تصل إلى 60%، بينما تمثل الصويا نحو 30%، والنسبة الباقية للإضافات. أي زيادة في أسعار الذرة تؤدي مباشرة إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج في مزارع الدواجن والمواشي، مما ينعكس على أسعار اللحوم والبيض في الأسواق. ومع استمرار نقص المعروض، يخشى كثير من التجار والمستهلكين من مزيد من الارتفاعات في الفترة المقبلة إذا لم يتم استقرار الإمدادات.
ارتفاع أسعار الذرة الصفراء في مصر خلال الأسابيع الأخيرة يكشف هشاشة سلاسل التوريد العالمية ومدى تأثر السوق المحلي بالتقلبات الدولية. إذا استمرت أزمة الشحن من البرازيل مع تزايد الطلب المحلي، فمن المرجح أن يظل السوق تحت ضغط الأسعار المرتفعة حتى نهاية الموسم.