في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ منذ انطلاق التطبيق، أعلنت شركة "ميتا" المالكة لتطبيق واتساب عن بدء عرض الإعلانات داخل التطبيق، مما يضع حدًا لأحد المبادئ التاريخية التي تميز بها التطبيق منذ إطلاقه عام 2009، وهو البعد عن الإعلانات التجارية، الإعلان الرسمي كشف عن بدء تجربة عرض الإعلانات في قسم "الحالة" (Status)، في تجربة تشبه ما يحدث في القصص الخاصة بتطبيقات أخرى مثل انستغرام وفيسبوك.
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!

الإعلان يظهر داخل الحالة وليس في المحادثات

وفق ما أكدته الشركة، فإن الإعلانات لن تتسلل إلى المحادثات الخاصة أو الرسائل النصية بين المستخدمين، بل ستقتصر فقط على قسم الحالة، وهو القسم الذي يُستخدم عادة لمشاركة صور أو فيديوهات أو نصوص تختفي تلقائيًا بعد 24 ساعة، المستخدمون سيشاهدون الإعلانات بجانب منشورات أصدقائهم، لكن دون المساس بسرية البيانات أو التطفل على خصوصية المحادثات.

الخصوصية تظل أولوية رغم وجود الإعلانات

رغم هذه الخطوة غير المسبوقة، حرصت "ميتا" على التأكيد أن الخصوصية ستظل مصانة، وأن الاستهداف الإعلاني لن يعتمد على الرسائل الخاصة أو الملفات المتبادلة، بل سيستند فقط إلى بيانات عامة مثل نوع الجهاز، اللغة المستخدمة داخل التطبيق، والموقع الجغرافي التقريبي للمستخدم، هذا الإعلان يأتي ضمن سياسة ميتا لتوسيع نطاق الاستفادة من واتساب كمنصة تجارية، خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققها واتساب للأعمال (WhatsApp Business) في السنوات الأخيرة.

من تجربة خالية من الإعلانات إلى منصة تجارية متكاملة

واتساب ظل لسنوات بعيدًا عن الإعلانات، رغم محاولات عديدة من الشركة المالكة للبحث عن طرق للاستفادة المالية من التطبيق، في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الأدوات التجارية في الظهور تدريجيًا مثل ربط إعلانات فيسبوك بحسابات واتساب، وإنشاء حسابات أعمال رسمية، لكن لم يتم إدراج الإعلانات داخل التطبيق بشكل مباشر حتى الآن، خطوة اليوم تعني أن التطبيق يسير بخطى واضحة نحو أن يصبح جزءًا من المنظومة الإعلانية المتكاملة لشركة ميتا، ولكن مع الحفاظ على بعض الخطوط الحمراء التي تضمن ولاء المستخدمين.

إدراج الإعلانات في واتساب يمثل نقلة نوعية ستؤثر على مستقبل التطبيق واستخدامه، وقد تثير ردود فعل متباينة بين من يعتبرها خطوة طبيعية في عالم التطبيقات المجانية، ومن يراها نهاية لفترة ذهبية كان فيها واتساب مثالًا على التراسل البسيط والآمن الخالي من أي تشويش تجاري.