أنهى مؤشر السوق المالية السعودية الرئيسي تعاملاته اليوم على تراجع ملحوظ، حيث فقد نحو 70.90 نقطة ليستقر عند مستوى 10885.32 نقطة، وسط أداء متباين لقطاعات السوق وشركاته، في ظل تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 4.6 مليارات ريال توزعت على معظم قطاعات السوق.
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد
وبحسب النشرة الاقتصادية اليومية لوكالة الأنباء السعودية، فقد جرى تداول ما يقارب 546 مليون سهم خلال الجلسة، وسط تفاوت واضح في أداء الأسهم المدرجة، إذ ارتفعت أسهم 72 شركة مقابل تراجع أسهم 177 شركة، ما يعكس حالة الحذر المسيطرة على تعاملات المستثمرين.
وسجلت أسهم شركات الأندية للرياضة وسهل وأسيج وكابلات الرياض وساكو أعلى نسب الارتفاع، مدعومة بإقبال المستثمرين عليها نتيجة عوامل خاصة بالشركات أو ترقب أخبار إيجابية مستقبلية، حيث اقتربت نسب الارتفاع لبعض هذه الأسهم من حاجز 9.92%.
في المقابل، كانت أسهم شركات شمس وبي إس إف وريدان والأصيل وأسمنت الشمالية من بين الأكثر تراجعًا، في ظل عمليات جني أرباح وضغوط بيعية شهدتها بعض القطاعات، لاسيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث وصلت نسب الانخفاض في بعضها إلى نحو 9.84%.
أما من حيث النشاط، فقد تصدّرت أسهم شركات شمس، والأندية للرياضة، وبان، وباتك، وكيان السعودية قائمة الأكثر تداولًا من حيث الكميات، ما يعكس اهتمام المستثمرين بها سواء لأغراض المضاربة أو الاستثمار قصير الأجل.
ومن جهة القيمة المتداولة، تصدرت الأندية للرياضة وشمس والراجحي وأرامكو السعودية وشركة الاتصالات السعودية المشهد، في إشارة إلى استمرار توجه السيولة نحو الشركات الكبرى والقيادية رغم تذبذب حركة السوق بشكل عام.
ورغم هذا الأداء المتباين في السوق الرئيسية، فإن مؤشر السوق الموازية (نمو) لم يكن أفضل حالًا، إذ أغلق هو الآخر على تراجع لافت بلغ 209.73 نقاط، ليقفل عند مستوى 26781.28 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها نحو 29 مليون ريال.
وسجلت السوق الموازية تداول أكثر من 3 ملايين سهم، وهي مستويات متوسطة نسبيًا تعكس حالة من الحذر والترقب لدى المتعاملين، لاسيما بعد الأداء المتراجع للسوق الرئيسية وغياب محفزات قوية في الوقت الحالي.
ويأتي هذا التراجع في المؤشرين الرئيس والموازي في وقت يشهد فيه السوق تقلبات تتعلق بعوامل خارجية كتحركات أسعار النفط، والمؤشرات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى عوامل محلية تتعلق بإعلانات نتائج الشركات وبيانات الاقتصاد الكلي.
ويرى مراقبون أن حالة الحذر التي خيّمت على السوق اليوم قد تستمر خلال الجلسات المقبلة، خصوصًا مع اقتراب نهاية موسم نتائج الربع الثاني، وترقب المستثمرين لما قد تحمله الأيام القادمة من قرارات مالية أو تغييرات تنظيمية.
ورغم التراجع المسجل، لا تزال بعض قطاعات السوق تحظى باهتمام المستثمرين، خاصة تلك المرتبطة بالتحول الرقمي، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، وسط توقعات باستمرار تحرك السيولة نحوها حال تحسّن مؤشرات الثقة في السوق.
ويترقّب المستثمرون التقارير الاقتصادية الرسمية المرتقبة خلال الأيام القادمة، بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية العالمية، التي قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في اتجاهات الأسواق الخليجية ومنها السوق السعودي.
ويُنتظر أن تسهم النتائج الفصلية للشركات القيادية في تحديد مسار السوق في المرحلة المقبلة، حيث سيكون لأداء قطاعات البنوك والبتروكيماويات والاتصالات دور كبير في رسم معالم التوجه العام للمؤشر.
كما تواصل هيئة السوق المالية ومجموعة تداول السعودية جهودها في تعزيز الشفافية ورفع كفاءة السوق، من خلال تحديث القواعد التنظيمية وإطلاق مبادرات لتمكين المستثمرين ورفع جاذبية السوق أمام رؤوس الأموال المحلية والأجنبية.