كشف أحمد العنزي، نائب الرئيس التنفيذي للتشجير بالمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، عن الأسباب الرئيسية التي تقف وراء نجاح زراعة أشجار المانجروف على سواحل المملكة، مؤكدًا أن هذه التجربة البيئية الرائدة باتت تحقق نتائج لافتة ضمن مستهدفات مبادرة "السعودية الخضراء".
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد
وأوضح العنزي، في حديثه لقناة الإخبارية، أن المركز اعتمد على أسس علمية دقيقة قبل إطلاق برنامج الاستزراع، حيث خضعت أشجار المانجروف لدراسات ميدانية شملت تحليل التربة ومياه البحر ودراسة الخصائص البيئية للسواحل المستهدفة، ما ساهم في رفع نسبة نجاح زراعتها إلى نحو 80%، وهي نسبة تُعد عالية مقارنة بمشاريع مماثلة في مناطق أخرى.
وأشار إلى أن عوامل النجاح الأساسية تمثلت في اختيار المواقع المناسبة لزراعة الأشجار، بالإضافة إلى انتقاء الشتلات بعناية وتحديد الأوقات الأنسب لعمليات الاستزراع، وهو ما يعكس التزام المركز بتطبيق أعلى معايير الاستدامة البيئية والاستفادة من الخبرات المحلية والدولية في مجال التشجير البحري.
وأكد العنزي أن أشجار المانجروف تمثل عنصرًا بيئيًا حيويًا يسهم في تحسين جودة الهواء وتثبيت التربة الساحلية، كما توفر موائل طبيعية للأسماك والكائنات البحرية، مشيرًا إلى أن تعزيز هذا النوع من الغطاء النباتي لا يخدم فقط الجانب البيئي بل يندرج أيضًا ضمن رؤية المملكة 2030 في دعم الاستدامة والتوازن الطبيعي.
ويأتي هذا النجاح في سياق البرنامج الوطني للتشجير الذي أطلقه المركز الوطني بالتعاون مع شركاء من القطاعين الحكومي والخاص، حيث أُعلن مؤخرًا عن زراعة أكثر من 52 مليون شجرة مانجروف على امتداد السواحل السعودية، كمرحلة أولى نحو تحقيق مستهدف طموح يتمثل في غرس 100 مليون شتلة مانجروف بحلول عام 2030.
ويعكس هذا المشروع التزام المملكة بخططها البيئية الكبرى، حيث تُعد مبادرة "السعودية الخضراء" من أبرز البرامج التي تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الحياة في المدن والمناطق الساحلية، ما يجعل من تجربة المانجروف مثالًا حيًا على تحول الرؤية البيئية إلى واقع ملموس على الأرض.