دكتور ممدوح هوساوي
احذر.. "طق الرقبة" قد يحرمك الحركة مدى الحياة!
كتب بواسطة: سماح عبده |

 أطلق الدكتور ممدوح هوساوي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، تحذيرًا عاجلًا من خطورة بعض السلوكيات الشائعة التي يعتمدها البعض لتخفيف آلام الرقبة، وفي مقدمتها ما يُعرف بـ"طق الرقبة"، مؤكدًا أن هذه الممارسة قد تكون سببًا مباشرًا في حدوث شلل رباعي وفقدان تام للتحكم في الأطراف.
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد

 وخلال مداخلته في برنامج "صباح السعودية"، شدد "هوساوي" على أن ما يسمى بـ"طق الرقبة" ليس أمرًا بسيطًا كما يظن البعض، بل يُعد من أخطر الممارسات التي يمكن أن تؤدي إلى تمزق أو انزلاق إضافي في الفقرات العنقية، وهو ما قد يضغط بشكل مباشر على الحبل الشوكي ويخلّف إصابات عصبية شديدة، تختلف حدتها وفقًا لدرجة الإصابة.

  وأشار إلى أن الحبل الشوكي، الموجود داخل القناة الفقرية، يؤدي دورًا حيويًا في التحكم بوظائف الجسم المختلفة، وأي ضغط عليه بسبب ممارسات خاطئة يمثل تهديدًا جسيمًا للصحة. كما لفت إلى أن الكثير من الحالات قد لا تظهر عليها أعراض مباشرة، لكن التراكمات قد تُحدث ضررًا كبيرًا على المدى الطويل.

 وأضاف الدكتور هوساوي أن الوضع يتفاقم أكثر عند الأشخاص الذين يعتادون على الانحناء المفرط نحو الهواتف المحمولة لفترات طويلة، وهو ما يزيد من الضغط على فقرات الرقبة بشكل مزمن، مؤكدًا أنه لا توجد أي أدوية قادرة على استعادة الغضاريف المتآكلة أو إعادة بناء ديسك الرقبة، مشيرًا إلى أن المكملات مثل الكولاجين قد تساهم في الحفاظ على صحة الغضاريف لكنها لا تعوض التالف منها.

 كما أوضح أن الألم الخفيف غير المصحوب بأعراض عصبية لا يدعو للقلق غالبًا، ولكن في حال ظهور ألم ممتد للأطراف أو ضعف عضلي، فهنا ينبغي التوجه فورًا إلى الطبيب المختص.

 وبشأن الجراحات، بيّن أن عملية ديسك الرقبة غالبًا ما تُجرى عبر الجهة الأمامية من الرقبة باستخدام شق جلدي صغير، يتم من خلاله إزالة الغضروف المتآكل واستبداله بغضروف صناعي أو صندوق داعم. ويؤدي الغضروف الصناعي دوره بكفاءة في أول خمس سنوات، ومع التئام الفقرات يزول الألم تدريجيًا ويعود المريض إلى حياته الطبيعية خلال ثلاثة أشهر تقريبًا.

 وأكد "هوساوي" أن التقدّم الطبي الحالي يوفر تشخيصًا دقيقًا وعلاجات فعالة لمشاكل الرقبة والعمود الفقري، لكنه في الوقت ذاته شدد على ضرورة تصحيح الممارسات اليومية مثل أوضاع النوم والجلوس، خاصة أن الفئة العمرية ما بين الأربعين والخمسين عامًا تُعد الأكثر عرضة لهذه الإصابات، فيما تتجاوز نسبة من يعانون من الانزلاقات وآلام الرقبة بعد سن الـ65 أكثر من 85%.

 واختتم الدكتور هوساوي حديثه بالتأكيد على أهمية التوجه للعلاج الطبي المتخصص عند الشعور بأي أعراض مقلقة، داعيًا إلى الابتعاد تمامًا عن الممارسات الشعبية والعشوائية، التي قد تكون نتائجها كارثية وغير قابلة للعلاج، خاصة في ظل ما يشهده الطب الحديث من تطورات متسارعة في مجالي التشخيص والعلاج الفقري.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار