في قلب فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية المقامة حاليًا في بوليفارد رياض سيتي، خطف جناح "ريترو بارك" أنظار الزوار بفضل أجوائه المستوحاة من عصور الألعاب الكلاسيكية، حيث أخذ عشاق الألعاب الإلكترونية في رحلة تفاعلية عبر الزمن، أعادتهم إلى زمن "أتاري"، و"ماريو"، و"سوني بلايستيشن"، وامتدت حتى أحدث تقنيات الواقع الافتراضي، في مشهد يعكس التحولات التي شهدتها صناعة الألعاب خلال العقود الخمسة الماضية.
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!
وقد بدأ العرض بسرد تاريخي لتطور الأجهزة الإلكترونية، انطلاقًا من جهاز "أوديسي" عام 1972، الذي يُعد أول جهاز ألعاب منزلي في التاريخ، ومرورًا بجهاز "أتاري" عام 1977 الذي تميز بلعبة "باك مان" الأسطورية، وصولًا إلى جهاز "صخر" العربي في عام 1983، الذي يُعتبر أول تجربة تعريب لجهاز ألعاب منزلي في العالم العربي، ثم إلى جهاز "العائلة" الذي حفر اسمه في ذاكرة الأجيال بلعبة "ماريو" الشهيرة.
ومع دخول التسعينات، لمع نجم جهاز "سوبر نينتندو" مصحوبًا بإصدار "سوبر ماريو ورلد"، فيما اجتاحت أجهزة "الآركيد" صالات الألعاب، لتتحول بعد ذلك إلى ألعاب محمولة وصلت إلى منازل المستخدمين، ثم شهد العام 1996 طفرة تقنية مع إطلاق شركة "سوني" لجهاز "بلايستيشن" الأول الذي عُرف عالميًا بلعبة "كراش"، قبل أن تختم "سيغا" العقد بإطلاق جهاز "دريم كاست".
أما الألفية الجديدة، فقد شهدت قفزات نوعية في عالم الألعاب، من خلال إطلاق "بلايستيشن 2" و"بلايستيشن 3"، وظهور ألعاب جديدة مثل "بلاك أوبس" و"راتشت آند كلانك"، إلى جانب النجاح اللافت لجهاز "ويي" من نينتندو، وظهور منصات اللعب المحمولة، كما لعب إطلاق "يوتيوب" عام 2005 دورًا مفصليًا في نشر ثقافة محتوى الألعاب ومقاطع “Let’s Play”.
وتواصل هذا التطور خلال العقد الثاني من القرن، حيث برزت ألعاب التفاعل الحركي مثل "Just Dance"، وازدهرت ثقافة "الميمز" بين اللاعبين، قبل أن يصل التطور إلى ذروته في عام 2020، مع الانتشار المتسارع لتقنيات الواقع الافتراضي "VR" التي أحدثت تحولًا غير مسبوق في تجربة اللعب.
وقد ساهمت هذه الفعالية في تسليط الضوء على النمو اللافت الذي يشهده قطاع الألعاب في السعودية، في ظل دعم رؤية المملكة 2030 التي تعتبر قطاع الألعاب أحد محاور التحول الرقمي، حيث شهدت المملكة توسعًا كبيرًا في أعداد اللاعبين وصنّاع المحتوى، بالإضافة إلى إطلاق بطولات محلية وعالمية، أبرزها كأس العالم للرياضات الإلكترونية، والتي ترسخ مكانة الرياض كمركز عالمي واعد للألعاب الإلكترونية والمحتوى الرقمي.