بينما كانت طائرة فريق الهلال تستعد للإقلاع من أورلاندو الأمريكية عائدة باللاعبين إلى الرياض لنيل قسط من الراحة بعد بطولة عالمية شاقة، كانت طائرة أخرى تستعد للإقلاع في اتجاه مختلف تمامًا، حاملة على متنها رئيس النادي، فهد بن نافل، في رحلة عمل عاجلة نحو باريس لبدء معركة من نوع آخر، معركة الميركاتو الصيفي.
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد
إن هذه الخطوة، التي كشفت عنها مصادر "الرياضية"، لا تدع مجالاً للشك في أن العمل داخل أروقة الزعيم لا يعرف معنى للراحة، وأن الإدارة الهلالية تسابق الزمن لتنفيذ استراتيجيتها الطموحة، حيث تعد العاصمة الفرنسية هي المسرح المختار لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة تاريخية.
المهمة واضحة ومحددة، وهي حسم صفقة التعاقد مع المدفع الفرنسي ثيو هيرنانديز، الظهير الأيسر الطائر لنادي ميلان، والذي يعد أحد أفضل اللاعبين في العالم في مركزه، حيث يمثل وجود رئيس النادي شخصيًا في هذه المرحلة من المفاوضات، دليلاً قاطعًا على أن الصفقة قد دخلت أمتارها الأخيرة.
لقد وصل قطار المفاوضات الهلالي إلى محطته النهائية، والرحلة الباريسية ليست سوى لوضع توقيع رسمي على عقد انتقال لاعب من الطراز العالمي، سيشكل إضافة نوعية هائلة لتشكيلة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، الذي وضع اسم اللاعب على رأس أولوياته.
ويأتي التحرك الهلالي في توقيت ينم عن ذكاء تفاوضي كبير، فمع بقاء عام واحد فقط في عقد هيرنانديز مع ناديه الإيطالي، تجد إدارة ميلان نفسها في موقف ضعيف، مجبرة على بيع اللاعب هذا الصيف لتجنب خسارته مجانًا، وهو ما استثمره المفاوض الهلالي ببراعة.
إن التعاقد مع لاعب دولي فرنسي، وبطل للدوري الإيطالي، وصاحب خبرة تتجاوز مئتين وستين مباراة مع نادٍ بحجم ميلان، هو تأكيد على أن الهلال لا يستهدف سوى لاعبي الصف الأول، القادرين على صناعة الفارق وتحقيق طموحات الجماهير.
لكن مهمة ابن نافل في عاصمة النور لن تقتصر على ملف هيرنانديز فقط، فالمصادر تشير إلى أن حقيبته تحمل ملفات أخرى لا تقل أهمية، تمثل أهدافًا استراتيجية تمت دراستها بعناية مع الجهاز الفني، مما يعني أن الهجوم الهلالي على الميركاتو سيكون شاملاً.
إن هذه الاستراتيجية المتكاملة تؤكد أن الهلال لا يسعى لترقيع صفوفه، بل لبناء فريق متكامل ومتوازن، قادر على خوض غمار أربع بطولات كبرى في الموسم المقبل بنفس القوة والكفاءة، في رسالة واضحة لجميع المنافسين محليًا وقاريًا.
ويعكس اختيار باريس لإتمام هذه الصفقات، المكانة التي تحظى بها العاصمة الفرنسية كقلب نابض لسوق انتقالات اللاعبين في أوروبا، ومركز حيوي يسهل من إنجاز المهام التفاوضية المعقدة، بعيدًا عن ضجيج الإعلام المباشر في إيطاليا أو السعودية.
إن هذه الديناميكية العالية التي تعمل بها الإدارة الهلالية، تبعث برسالة اطمئنان وثقة كبيرة لدى جمهور النادي، الذي يرى أن فريقه يتم إعداده للموسم الجديد بأفضل طريقة ممكنة، وأن الإدارة لن تدخر جهدًا في سبيل توفير كافة متطلبات النجاح.
ويترقب المدرج الأزرق الآن دخانًا أبيض يخرج من سماء باريس، يحمل معه الإعلان الرسمي عن صفقة ستشعل الجهة اليسرى للفريق، وتمنح المدرب إنزاغي السلاح التكتيكي الذي طالما حلم به، والذي يتوافق تمامًا مع فلسفته الهجومية.
لقد تجاوزت قصة انتقال ثيو هيرنانديز مرحلة الشائعات والتكهنات، وباتت واقعًا ملموسًا ينتظر فقط الحبر على الورق، بفضل إصرار هلالي كبير، وتحرك رئاسي حاسم، يؤكد مرة أخرى أن الزعيم حينما يضع هدفًا نصب عينيه، فإنه غالبًا ما ينجح في تحقيقه.