في خطوة مفصلية تستحوذ على اهتمام عشرات الآلاف من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية في مختلف مناطق المملكة، أعلنت المنصة الوطنية للقبول الموحد "قبول" عن دخول مرحلة حاسمة في إجراءات التسجيل والقبول الجامعي والتقني للعام الدراسي 1447هـ، حيث تبدأ خلال الأيام القادمة فترة مصيرية تمتد لأربعة أيام، تحدد مستقبل الطلاب ومساراتهم الأكاديمية.
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد
وقد أكدت المنصة في بيان رسمي أن يومي الأحد والإثنين القادمين يمثلان الفرصة الأخيرة أمام المتقدمين والمتقدمات لتعديل أو إضافة الرغبات ضمن قوائمهم الخاصة على المنصة، موضحة أن آخر موعد لإجراء التعديلات سيكون مع نهاية يوم 14 يوليو، وذلك لضمان إدراج جميع التخصصات والبرامج المطلوبة في القائمة النهائية.
وأشارت "قبول" إلى أن الفترة التي تلي ذلك مباشرة، وتحديدًا يومي الثلاثاء والأربعاء الموافقين 15 و16 يوليو، ستكون مخصصة لتأكيد القبول النهائي في التخصص الذي تم ترشيح الطالب أو الطالبة له، مهيبة بالجميع عدم تجاهل هذه المرحلة، إذ أن الامتناع عن تأكيد القبول خلال هذه المدة سيؤدي تلقائيًا إلى إلغاء فرصة القبول نهائيًا.
ويُعد هذا الإجراء جزءًا من منظومة قبول إلكترونية موحدة أُطلقت بهدف تنظيم عملية القبول الجامعي والتقني، وضمان العدالة والشفافية في توزيع المقاعد الدراسية بناءً على المفاضلة الأكاديمية، وتسهيل الإجراءات على الطلاب، خصوصًا مع تزايد أعداد المتقدمين وتنوع رغباتهم بين التخصصات العلمية والأدبية والفنية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود وزارة التعليم ومؤسسة التدريب التقني والمهني لتوحيد منصات التقديم، وتقليص ازدواجية الإجراءات التي كانت تؤدي سابقًا إلى ارتباك في أوساط الطلبة وأولياء أمورهم، حيث بات بإمكان الطالب من خلال منصة واحدة استعراض خياراته، وتحديثها، ومتابعة نتائج القبول في الوقت الفعلي.
وأوضحت "قبول" أن كل متقدم مطالب بتفعيل خاصية الإشعارات، سواء عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، وذلك لتلقي أي تنبيهات بشأن الترشيح أو قبول الرغبات، إذ أن تجاهل هذه التنبيهات قد يُفقد المتقدم فرصته في تأكيد التخصص المرغوب، خاصة مع تقارب التواريخ وضيق الوقت المتاح لإجراء التعديلات النهائية.
وأكدت المنصة أن جميع الإجراءات تُدار بشكل إلكتروني بالكامل، دون الحاجة إلى مراجعة أي جهة تعليمية أو مؤسسة تدريبية، مما يعزز من كفاءة القبول، ويحد من التكدس والضغط على مكاتب التسجيل في الجامعات والمعاهد، ويمنح الطالب مزيدًا من السيطرة على خياراته الأكاديمية في الوقت المناسب.
ويُذكر أن نظام القبول الموحد يتيح للطلاب التقديم على عدد من الجامعات والكليات التقنية في وقت واحد، شريطة أن يتم ترتيب الرغبات بحسب الأولوية الشخصية، مما يجعل المرحلة الحالية ذات أهمية قصوى في رسم مسار الطالب المستقبلي، فكل تغيير في ترتيب الرغبات قد يعني انتقالًا إلى مسار أكاديمي مختلف تمامًا.
ويستفيد من هذه المنصة عشرات الآلاف من خريجي الثانوية العامة، ممن يسعون للالتحاق بالجامعات الحكومية أو برامج التدريب التقني والمهني في مختلف مناطق المملكة، حيث تتوفر مجموعة واسعة من التخصصات التي تتوافق مع احتياجات سوق العمل وخطط التنمية الوطنية.
وقد أشاد عدد من المتقدمين بسهولة التعامل مع المنصة وسرعة استجابتها، غير أن آخرين أبدوا تخوفهم من عدم وضوح بعض التفاصيل، أو احتمالية نسيان تأكيد القبول في الوقت المحدد، وهو ما دفع المنصة إلى إطلاق حملات توعوية عبر حساباتها الرسمية ومن خلال التعاون مع الجامعات، لتذكير الطلاب بالخطوات الأساسية ومواعيدها الحاسمة.
وفي هذا السياق، شددت المنصة على أهمية مراجعة قائمة الرغبات أكثر من مرة خلال الأيام القادمة، لتفادي الأخطاء أو الترتيب العشوائي الذي قد يفضي إلى القبول في تخصص غير مرغوب، خاصة وأن نتائج الترشيح النهائية ستعتمد بشكل دقيق على البيانات المدخلة خلال هذه الفترة.
ويُنظر إلى هذه المرحلة على أنها اختبار لمدى وعي الطلاب بالإجراءات الإلكترونية، ومدى جاهزيتهم لاتخاذ قرارات أكاديمية مدروسة خلال فترة زمنية قصيرة، وسط سباق بين المتقدمين للحصول على المقاعد المتاحة في التخصصات المطلوبة.
ويعكس هذا التحول الرقمي الكبير في آلية القبول حجم التقدم الذي تشهده المملكة في مجال التحول الرقمي الحكومي، إذ باتت الخدمات التعليمية أكثر شفافية وكفاءة، وأصبح بمقدور الطالب اتخاذ قراراته المستقبلية من منزله، دون تدخل أو وسيط.
كما تشكل الأيام الأربعة القادمة نقطة تحول في حياة آلاف الطلاب، الذين انتظروا هذه اللحظة بعد سنوات من الدراسة والاختبارات والتأهيل، حيث يترتب على هذه الفترة بناء مسار مهني وعلمي طويل الأمد، وهو ما يجعلها من أكثر المراحل حساسية في حياة الطالب التعليمية.
ومع اقتراب هذه المرحلة، تتسابق الأنظار إلى ما ستسفر عنه نتائج التعديلات والترشيحات النهائية، فيما يبقى التركيز الأكبر على مرحلة تأكيد القبول، التي لا تحتمل التردد أو الخطأ، كونها الخطوة الحاسمة في رحلة القبول الجامعي.
ويتطلب الأمر من الطلاب وأسرهم متابعة دقيقة للمستجدات، وحرصًا على الالتزام بالمواعيد المعلنة، والتواصل الفوري مع الجهات المختصة عبر المنصة في حال وجود استفسارات أو مشكلات فنية قد تؤثر على فرص القبول.