الأجداد ورعاية الأطفال المؤقتة
أخصائية..احمِ طفلك في غيابك، نصائح نفسية مهمة قبل السفر
كتب بواسطة: حكيم الحاج |

أثارت الأخصائية النفسية تغريد الحريري تساؤلات مهمة حول الأثر النفسي والاجتماعي الذي قد يُخلّفه ترك الأطفال لدى أجدادهم أثناء فترات سفر الوالدين، مشيرة إلى أن هذا القرار الذي قد يبدو عمليًا للكثير من العائلات، يحتاج إلى وعي عميق بطبيعة الطفل وظروف البيئة البديلة التي سينتقل إليها. وجاءت مداخلة الحريري خلال حديثها لبرنامج "ستوديو الصباح" عبر إذاعة "العربية إف إم"، حيث تناولت أبرز المعايير التي ينبغي على الأهل أخذها في الحسبان قبل اتخاذ هذه الخطوة.
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!

وأكدت الحريري أن العلاقة بين الطفل وأجداده تمثل عاملاً حاسمًا في تحديد مدى تأثره نفسيًا بغياب والديه، موضحة أن الفئة العمرية للطفل تلعب دورًا مهمًا في تحديد هذا التأثير، إذ أن الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم غالبًا ما يكونون أكثر حساسية تجاه التغيرات المفاجئة في محيطهم الأسري، وهو ما قد يؤدي إلى شعور بالقلق أو الانفصال العاطفي. كما نبهت إلى ضرورة النظر في قدرة الأجداد الصحية والبدنية على تلبية احتياجات الأطفال اليومية، لاسيما إذا كانوا بحاجة إلى رعاية دقيقة أو لديهم متطلبات صحية خاصة.

وتطرقت الأخصائية النفسية إلى الفروقات التربوية بين الأجيال، مشيرة إلى أن نمط التربية الذي يحرص عليه الوالدان من حيث الانضباط ووضع القواعد، قد يتعارض أحيانًا مع نمط الرفاهية والدلال الذي يقدمه الأجداد بدافع المحبة، وهو ما يمكن أن يُحدث ارتباكًا في سلوك الطفل أو يؤثر على ثباته النفسي، لا سيما إذا استمر ذلك لعدة أيام أو أسابيع. لذا شددت على أهمية وضع ضوابط واضحة يلتزم بها الجميع لضمان استقرار الطفل وتوازنه العاطفي خلال غياب والديه.

وفي هذا السياق، أوصت الحريري بتهيئة الطفل نفسيًا قبل السفر، عبر التحدث معه بشكل مبسط عن طبيعة الغياب المؤقت، وتحديد جدول يومي يشمل أوقات النوم والطعام والنشاط، مما يمنحه شعورًا بالاستقرار، إلى جانب إمكانية الاستعانة بعاملة منزلية مدربة لدعم الأجداد في المهام اليومية، خاصة إذا كانت هناك تحديات جسدية أو صحية تحول دون تقديم الرعاية الكاملة.

واختتمت الأخصائية حديثها بالتأكيد على أن الهدف ليس منع الأجداد من لعب دورهم التربوي أو إظهار عدم الثقة، بل إيجاد بيئة صحية مؤقتة تراعي مصلحة الطفل وتُجنّبه التوتر والقلق، وتمنح الوالدين راحة نفسية أثناء سفرهم، مشددة على أن التخطيط المسبق والتواصل الصريح بين الأطراف هو مفتاح النجاح في هذه التجربة الأسرية المؤقتة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار