بدأت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عبر مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، تنفيذ أعمال تغيير كسوة الكعبة استعدادًا ليوم وقفة عرفات، حيث شرع الفريق المتخصص في فك المذهبات والصمديات والحُليّ المثبتة على الكسوة القديمة، كما تم إنزال ستارة باب الكعبة التي يبلغ طولها 6.3 مترًا وعرضها 3.3 مترًا، تمهيدًا لإنزال الكسوة الحالية ورفع الجديدة.
إقرأ ايضاً:قرار مروري صارم يدخل حيز التنفيذ.. غرامات جديدة تنتظر السائقين في السعودية!رسوم جديدة تُفاجئ المقيمين.. السعودية تُعلن قرارًا تاريخيًا لتوحيد العائلات!

وتحمل الكسوة الجديدة تصميمًا فنيًا عالي الدقة، حيث تتألف من 47 قطعة من الحرير الأسود المنقوش، مطرزة بـ68 آية قرآنية باستخدام خيوط من الفضة المطلية بالذهب عيار 24، ويصل وزن الكسوة الإجمالي إلى نحو 1.4 ألف كيلوجرام، ما يعكس الجهد الكبير المبذول في صناعتها وجودة المواد المستخدمة.

ويتولى تنفيذ هذه المهمة فريق سعودي مؤهل علميًا وعمليًا، مكوّن من 154 صانعًا حرفيًا من النخبة، حيث يتم توظيف 120 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة المطلية بالذهب و60 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة النقية، إلى جانب استخدام 825 كيلوجرامًا من الحرير و410 كيلوجرامات من القطن الخام، وتتم عمليات النسيج والتطريز باستخدام 8 مكائن متخصصة أنتجت 54 قطعة مذهبة ضمن الكسوة.

ويمثل هذا الحدث السنوي إرثًا تاريخيًا متواصلًا لأكثر من 100 عام، يعكس العناية الفائقة التي توليها المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين، حيث يتم تبديل الكسوة في مشهد إيماني مهيب يتابعه المسلمون في أنحاء العالم، ويجسد الاهتمام الملكي الراسخ برمزية الكعبة ومكانتها المقدسة.

ويجري نقل الكسوة الجديدة من مجمع الملك عبدالعزيز إلى المسجد الحرام ضمن منظومة تشغيلية متكاملة تضمن أعلى المعايير في الحرفية والسلامة والدقة، لتتزين الكعبة المشرفة بثوبها الجديد، مواصلةً لنهج متوارث من التقدير والإجلال لبيت الله الحرام، في واحدة من أبرز الشعائر التي تسبق موسم الحج.