فجر دامٍ في غزة: إسرائيل تواصل قصف المدارس والمنازل والمخيمات

كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى ليوم الثلاثاء غاراته الجوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، خاصة على مدينة غزة ووسط القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى في مجازر وُصفت بالأعنف منذ أيام. وأفادت مصادر طبية أن حصيلة الضحايا منذ فجر اليوم بلغت خمسين شهيدًا، في حين ارتفع العدد الإجمالي للشهداء خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى 138 شخصًا، نتيجة القصف المتواصل الذي يستهدف منازل المدنيين ومراكز الإيواء.
ووفق ما نقله مراسل الجزيرة في غزة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة عنيفة استهدفت مدرسة موسى بن نصير في حي الدرج شرق مدينة غزة، وهي مدرسة تؤوي نازحين فرّوا من القصف في مناطق أخرى، وأسفر هذا القصف عن استشهاد 12 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، في مشهد وصفه شهود العيان بالمروع. وفي حادثة مشابهة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية محطة وقود "راضي" غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيًا، بعضهم من العاملين في المحطة وآخرون من المارة.
إقرأ ايضاً:تحالف "سعودي-صيني" تاريخي.. كيف ستغير هذه الشراكة الجديدة خريطة الشحن الجوي في آسيا؟الأهلي في مأزق.. "كبار روشن" يتسابقون لضم مجرشي
واستمر التصعيد الإسرائيلي ليطال منازل المدنيين في مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث استهدفت إحدى الغارات منزلًا يعود لعائلة "أبو سمرة" في شرق المدينة، مما أدى إلى استشهاد 13 شخصًا على الأقل، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى بعض الجثامين تحت الأنقاض بسبب استمرار القصف وتدمير الطرق المحيطة. كما طال القصف الإسرائيلي شمالي القطاع، حيث استهدفت الطائرات منزلًا لعائلة "المقيد" في منطقة جباليا، مما أودى بحياة 7 أشخاص بينهم نساء وأطفال.
وفي فجر دامٍ جديد، شنت طائرات الاحتلال ما لا يقل عن 10 غارات على حي التفاح شرقي مدينة غزة، إضافة إلى قصف مناطق في شرق جباليا البلد شمال القطاع، ما خلّف دمارًا هائلًا في البنية التحتية والمنازل. كما استهدف الاحتلال منزلا في عزبة مليم بمعسكر جباليا، ما أدى إلى سقوط 9 شهداء وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن طواقم الإسعاف تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى مواقع القصف نتيجة الحصار وتدمير الطرق.
وتأتي هذه المجازر في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي منذ أشهر، ونقص حاد في المواد الطبية والغذائية، وتضاؤل فرص الإجلاء أو إدخال المساعدات. وأكدت مصادر فلسطينية أن الاحتلال يستهدف بشكل مباشر المناطق السكنية ومراكز الإيواء، ما يجعل المدنيين الضحايا الرئيسيين لهذه الحملة العسكرية المستمرة.