في تحرك دولي لافت يعكس تصاعد القلق بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، دعا وزراء خارجية 22 دولة، من بينها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وكندا واليابان وأستراليا، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى السماح "بشكل كامل وفوري" بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدين ضرورة أن تتم هذه العمليات تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. جاء ذلك في بيان مشترك صدر مساء الاثنين، عبّر فيه الموقعون عن رفضهم لما وصفوه بالآلية الإسرائيلية الجديدة لتسليم المساعدات، والتي اعتبروها غير قابلة للدعم أو التعاون من قبل المؤسسات الإنسانية.
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد
والبيان، الذي نُشر بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، شدّد على أن السكان المدنيين في القطاع "يواجهون المجاعة ويجب أن يحصلوا على المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة"، مؤكدًا أن أي تأخير إضافي في إدخال الإغاثة قد يفاقم المأساة بشكل غير مسبوق. وحذّر الوزراء من أن "نموذج التوزيع الجديد" الذي فرضته إسرائيل يعرض حياة المستفيدين والعاملين في المجال الإنساني للخطر، كما أنه ينسف حيادية واستقلالية الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، ويجعل من المساعدات أداة ضغط تخدم أهدافًا سياسية وعسكرية.
وأوضح البيان أن المجتمع الدولي لا يمكنه القبول بتسييس العمل الإنساني، مؤكدًا أن المساعدات يجب أن تُمنح على أساس الحاجة فقط، بعيدًا عن أي اعتبارات أمنية أو أهداف ديمغرافية. وأشار الموقعون إلى أن تقليص مساحة القطاع جغرافيًا أو تغيير تركيبته السكانية هو أمر مرفوض كليًا ويجب وقفه فورًا، في ظل مؤشرات قوية على استخدام التجويع والحصار كأدوات للضغط السياسي.
وفي السياق ذاته، صرّح منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن إسرائيل سمحت أخيرًا بدخول تسع شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة، لكنها وُصفت بأنها "قطرة في محيط" نظرًا للحجم المهول للاحتياجات الإنسانية بعد 11 أسبوعًا من الحصار المشدد، والذي خلّف نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب. وتطالب الأمم المتحدة منذ أسابيع بتوفير ممرات إنسانية آمنة ومستدامة، محذّرة من انهيار شامل للبنية الصحية والاجتماعية في القطاع.
ويأتي هذا التحرك الدولي في ظل تصاعد الضغوط الشعبية والحقوقية على الحكومات الغربية من أجل اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الحصار المفروض على غزة، مع تزايد التحذيرات من أن صمت المجتمع الدولي قد يُفسر كضوء أخضر لاستمرار المعاناة، في وقت تُعاني فيه آلاف الأسر الفلسطينية من ظروف قاسية تهدد حقهم في الحياة الكريمة.