مع تصاعد الوعي الصحي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، سلطت الدكتورة الجوهرة العنزي، الاستشارية المساعدة في طب الأسرة بتجمع الرياض الصحي، الضوء على مجموعة من العوامل التي تُعد مؤشرات خطرة لزيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض بين النساء، مشددة على أن الوقاية تبدأ من معرفة الأسباب.
إقرأ ايضاً:خطة ضخمة في قلب الرياض.. مواقف ذكية ومدفوعة تُغيّر شكل العاصمة قريبًا!ثلث راتبك فقط! قرار تاريخي يغيّر مصير الديون في السعودية ويعيد الطمأنينة للمواطنين
وخلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة الإخبارية السعودية، أوضحت العنزي أن التقدم في العمر يُعد العامل الأبرز في ارتفاع نسب الإصابة بسرطان الثدي، حيث تزداد احتمالية تطوره تدريجيًا مع مرور السنوات، مشيرة إلى أن الخلايا تتعرض لتغيرات طبيعية تراكمية بمرور الوقت تجعلها أكثر عرضة للتحول السرطاني.
وأضافت أن العوامل الهرمونية تلعب دورًا محوريًا في الإصابة بالمرض، إذ يُعتبر بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة أو تأخر انقطاعها من المسببات التي تزيد مدة تعرض أنسجة الثدي لتأثير الهرمونات الأنثوية، مثل الإستروجين، وهو ما يرفع بدوره من احتمالات الإصابة.
كما شددت الدكتورة الجوهرة على أن السمنة وقلة النشاط البدني من أكثر المسببات شيوعًا في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن تراكم الدهون في الجسم يؤدي إلى زيادة إنتاج الهرمونات الأنثوية، مما يعزز من فرص نمو الخلايا غير الطبيعية في الثدي.
ولم تغفل العنزي الإشارة إلى أن تأخر الإنجاب أو الحمل لأول مرة في عمر متقدم من العوامل المؤثرة أيضًا، إلى جانب استخدام الهرمونات لفترات طويلة دون إشراف طبي، وهو ما يمكن أن يخل بتوازن الجسم الهرموني الطبيعي.
كما حذرت من التدخين وتعاطي الكحول، مؤكدة أن هذه السلوكيات السلبية تُضعف جهاز المناعة وتؤدي إلى اضطراب في نشاط الخلايا الطبيعية، مما يجعلها أكثر عرضة للتحول إلى خلايا سرطانية.
وأضافت أن من ضمن العوامل الخطرة كذلك التعرض السابق للعلاج الإشعاعي، خاصة في منطقة الصدر، سواء لعلاج أمراض سابقة أو لأسباب طبية أخرى، إذ يؤثر الإشعاع في سلامة أنسجة الثدي ويزيد احتمالية حدوث تلف جيني يؤدي إلى تطور السرطان مستقبلاً.
وأكدت الاستشارية السعودية أن التوعية لا تقتصر على معرفة الأسباب فقط، بل تشمل الاهتمام بالكشف المبكر والفحص الذاتي الدوري، لأن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يُعد مفتاح الشفاء التام في أغلب الحالات.
وختمت العنزي حديثها بالتأكيد على ضرورة اتباع أسلوب حياة صحي يتضمن التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة بانتظام، الحفاظ على وزن مثالي، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين وقلة النوم، مشددة على أن هذه الخطوات البسيطة قد تنقذ حياة آلاف النساء سنويًا.