أصبح المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو على بعد خطوات من تولي القيادة الفنية لنادي الاتحاد السعودي، خلفًا للفرنسي لوران بلان الذي تمت إقالته مؤخرًا. إدارة العميد دخلت في مفاوضات جادة مع أكثر من مدرب خلال الأيام الماضية، لكن اسم كونسيساو برز سريعًا كخيار أول بعد مفاوضات مكثفة، وهو ما أكده الصحفي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو، المتخصص في أخبار الانتقالات، والذي أشار إلى أن المدرب البرتغالي أبدى استعداده لتولي المهمة.
إقرأ ايضاً:خطة ضخمة في قلب الرياض.. مواقف ذكية ومدفوعة تُغيّر شكل العاصمة قريبًا!ثلث راتبك فقط! قرار تاريخي يغيّر مصير الديون في السعودية ويعيد الطمأنينة للمواطنين
مسيرة تدريبية حافلة لكونسيساو
كونسيساو، البالغ من العمر 49 عامًا، بدأ مشواره التدريبي عام 2010 كمدرب مساعد مع ستاندارد لييج البلجيكي، قبل أن يتجه إلى العمل كمدير فني في البرتغال مع أندية مثل أولهانينسي، كويمبرا، سبورتنج براجا، وفيتوريا جيماريش. ورغم أن تجاربه الأولى لم تستمر طويلًا، إلا أنها شكلت قاعدة خبرته الأولى.
في عام 2017 خاض تجربة لافتة مع نانت الفرنسي، قبل أن يعود سريعًا إلى بلاده لقيادة بورتو، وهناك بدأت رحلة النجاح الأكبر في مسيرته، حيث استمر سبعة أعوام قاد خلالها الفريق لتحقيق 11 بطولة محلية كبرى، أبرزها الدوري البرتغالي ثلاث مرات، إضافة إلى ألقاب الكؤوس المحلية.
إنجازات لافتة مع بورتو وميلان
تحت قيادة كونسيساو، لعب بورتو 368 مباراة، فاز في 265 وتعادل في 48 وخسر 55 فقط، كما سجل لاعبوه أكثر من 800 هدف، بمعدل هجومي مرتفع يوضح فلسفة المدرب الهجومية المتوازنة. وحصل المدرب على جائزة أفضل مدرب في الدوري ثلاث مرات خلال 2018 و2020 و2022.
وبعد نهاية مشواره مع بورتو، انتقل إلى ميلان الإيطالي في ديسمبر 2024، حيث نجح في التتويج بلقب السوبر الإيطالي، لكنه أخفق في تحقيق إنجازات إضافية، إذ خسر نهائي كأس إيطاليا واحتل المركز الثامن في الدوري، وهو ما عجل برحيله بعد أقل من عام.
تحديات محتملة داخل الاتحاد
نجاح كونسيساو مع الاتحاد ليس مضمونًا فقط بفضل خبرته، بل يتوقف أيضًا على كيفية تعامله مع غرفة الملابس، وتحديدًا مع النجم الفرنسي كريم بنزيما. فالمدرب البرتغالي يتميز بشخصية صارمة لا تسمح بوجود أي نفوذ يتجاوز سلطته الفنية، بينما اعتاد بنزيما أن يكون صوتًا مؤثرًا في قرارات الفريق، سواء في الصفقات أو في مصير المدربين.
هذا الوضع يفتح الباب أمام صدام محتمل بين الطرفين، خاصة أن كلًا منهما يمتلك شخصية قوية ولن يقبل التنازل بسهولة. وإذا لم يتم إيجاد صيغة للتوازن بين سلطتهما، قد يشهد الاتحاد أزمة داخلية تهدد استقراره الفني والإداري في الموسم الحالي.
قدوم كونسيساو إلى الاتحاد يمثل بداية مرحلة جديدة تحمل وعودًا كبيرة وتحديات أكبر. وبين رغبة الإدارة في إعادة الانضباط للفريق وطموح بنزيما في الحفاظ على مكانته داخل النادي، يبقى السؤال الأهم: هل ينجح الطرفان في العمل معًا، أم أن الاتحاد سيكون على موعد مع صراع قد يشعل أجواء الموسم؟