كشف السفير السعودي السابق في باكستان علي عواض عسيري في كتابه الجديد الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية رصانة تفاصيل مهمة حول مسيرة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وباكستان والتي انطلقت منذ عقود طويلة واستمرت حتى اليوم حيث استعرض كيف واجه البلدان في التسعينيات صعود تنظيم القاعدة وتنامي النفوذ الإيراني عبر بناء شراكة سياسية وأمنية واستخباراتية راسخة لا تزال تمثل حجر أساس في العلاقة الثنائية حتى الآن
إقرأ ايضاً:خطة ضخمة في قلب الرياض.. مواقف ذكية ومدفوعة تُغيّر شكل العاصمة قريبًا!ثلث راتبك فقط! قرار تاريخي يغيّر مصير الديون في السعودية ويعيد الطمأنينة للمواطنين

كتاب يوثق محطات استراتيجية

الكتاب الذي حمل عنوان السعودية وباكستان علاقات راسخة في عالم متغير يضم أربعة فصول تقدم تحليلا معمقا لمسار العلاقات بين البلدين منذ بدايتها التاريخية حتى الحاضر وتطرق إلى أمثلة عديدة من الدعم السعودي لباكستان سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي وصولا إلى الاتفاقية الدفاعية الأخيرة التي تمثل تتويجا لمسيرة التعاون الطويلة بين الرياض وإسلام أباد

روابط أعمق من المصالح

رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق محمد نواز شريف كتب مقدمة الكتاب وأكد أن علاقة بلاده مع المملكة ليست مجرد مصالح مشتركة بل ترتكز على روابط تاريخية ودينية وثقافية متجذرة كما أشار إلى الدعم السعودي المتواصل لباكستان خلال مراحلها الحرجة ومنها الفترة التي أعقبت التجربة النووية مما يجسد قوة الشراكة الاستراتيجية التي جمعت الطرفين

التاريخ والنشأة

الكتاب يستعرض بدايات العلاقات السعودية الباكستانية التي تعود إلى التبادلات التجارية والثقافية بين شبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية مرورا بالحركات الإصلاحية الإسلامية في القرن الثامن عشر ثم تطور العلاقات بعد استقلال باكستان عام 1947 حيث نما التقارب بشكل تدريجي حتى أصبح شراكة استراتيجية عميقة

الشراكة في مواجهة التحديات

أحد فصول الكتاب جاء تحت عنوان شركاء براغماتيون ليسلط الضوء على السبعينيات والثمانينيات حين شهدت العلاقة نقلة نوعية في التعاون الدفاعي والاقتصادي كما تناول أدوار قادة بارزين مثل الملك فيصل بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو في ترسيخ هذه العلاقة مع توضيح كيفية مواجهة الغزو السوفييتي لأفغانستان وأثر التضامن الإسلامي في تقوية التحالف بين البلدين

التعاون في الحرب على الإرهاب

الكتاب يتوسع أيضا في تحليل التعاون بين البلدين في ملف الحرب على الإرهاب مبرزا كيف شكلت تلك المرحلة نقطة تحول في طبيعة التنسيق الأمني والاستخباراتي كما يناقش تأثير رؤية المملكة 2030 في إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية والسياسية مع باكستان وتوسيع مجالات الشراكة المستقبلية

الاقتصاد والعمل المشترك

ويتناول الكتاب الدور الاقتصادي للسعودية في دعم باكستان منذ عقود من خلال المساعدات الإنسانية والاستثمارات إلى جانب فرص التعاون الاستثماري التي فتحتها رؤية 2030 خاصة بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لباكستان عام 2019 كما يناقش مستقبل العمالة الباكستانية في مشاريع الرؤية وآفاق تعزيز التجارة بين البلدين

مستقبل العلاقة الاستراتيجية

الكتاب يختتم فصوله بخارطة طريق للعلاقات المستقبلية بين السعودية وباكستان مقدما توصيات في الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية لضمان استمرارية هذه الشراكة في ظل التغيرات الدولية والإقليمية

وضوح وصدق في العلاقة

وفي تصريحات خاصة أشار السفير علي عواض عسيري إلى أن العلاقة بين البلدين تقوم على الثبات والوضوح والصدق مؤكدا أن الشعبين السعودي والباكستاني يجتمعان على تقارب لافت في المواقف والرؤى

السعودية في قلوب الباكستانيين

ويروي عسيري بعض المواقف التي عاشها في فترة عمله سفيرا بباكستان موضحا أنه تعامل مع أكثر من رئيس وزراء وقائد للجيش وكانت نظرتهم جميعا للسعودية متطابقة كما أكد أن مكانة المملكة الدينية لدى الشعب الباكستاني ثابتة لا تقبل المساومة وهو ما يظهر بوضوح في احتفالات الشارع الباكستاني بالمناسبات الوطنية السعودية والتي تعكس عمق العلاقة والولاء المتبادل